samedi 13 avril 2013

تقرير كامل حول المهرجان الامازيغي الأول حول الفن والتراث بالريف‏‎


تحت شعار "معا للنهوض بالثقافة الامازيغية فنا وتراثا بالريف " افتتح مساء يوم الإثنين 04 مارس 2013 النسخة الأولى من فعاليات المهرجان الامازيغي الاول حول الفن و التراث بالريف الذي تنظمه جمعية ريف القرن الواحد و العشرون بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبدعم من جهة تازة الحسيمة تاونات ومندوبية الثقافة بالحسيمة… على مدار اسبوع ( من 04 الى 09 مارس الجاري) بقاعة الاجتماعات التابعة لمجلس الجهة بمدينة الحسيمة.

و قد افتتحت فعاليات هذا المهرجان الذي عرف حضور مجموعة من الفعاليات الجمعوية والسياسية بالمنطقة بالاضافة إلى ضيوفه الذين أتوا من مختلف المدن المغربية بمداخلات الشركاء والمساهمين في تنظيم الملتقى التي انصبت كلها في تثمين هذا المبادرة وتشجيعها حيث أعرب السيد رئيس جمعية ريف القرن الواحد والعشرون الاستاذ ياسين الرحموني في كلمته الترحيبية بالمشاركين والمساهمين في الملتقى على أن هذه المبادرة تهدف الى رد الاعتبار للثقافة الامازيغية فنا وتراثا بالمنطقة وهو لبنة اساسية تمهد لدورات اخرى ستاخد على عاتقها همّ وضع تصور جاد لدراسة الشأن الامازيغي كما اعتبر ايضا ان هذا المهرجان هو فرصة لتشجيع التعاونيات النشيطة بالمنطقة لعرض منتوجاتها و التعريف بها على اعتبار ان برنامج المهرجان يضم ضمن فقراته معارض و دورات تكوينية لفائدة الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي الامازيغي.

في ما اعرب الدكتور محمد بودرا رئيس مجلس جهة تازة الحسيمة تاونات عن أهمية الموروث الثقافي والفني في المساهمة في انعاش القطاع السياحي وحفظ الذاكرة الحضرية للمنطقة في كل تجلياتها المختلفة واعتبر المهرجان عمل جليل يدخل في صلب اهتمامات مجلس الجهة الذي يسعى لابراز المؤهلات والخصوصيات التاريخية والحضارية للجهة والتعريف بها للنهوض بالتنمية الشاملة و المندمجة للمنطقة، معتبرا ان الريف هي الجهة القوية و التاريخية بالمغرب و اي محاولة لفصلها عنه محكوم عليها بالفشل نظرا لتجذرها العميق في التاريخ ، كما لم يفوت الفرصة في الدعوة الى ترسيم الامازيغية كثقافة وحضارة لها خصوصياتها و ليس كلغة فقط، مذكرا أيضا بالمجهودات التي يقوم بها مجلس الجهة والأطراف المعنية من أجل إحداث متحف الريف الذي سيكون أرض لجمع التراث المادي للمنطقة وحفظه وصيانته من الاندثار.  

الباحث محمد أسويق أشعل لهيب الكلمة بمداخلته الشيقة تحت عنوان الشعر الامازيغي بالريف اكد فيها على أن الريف تاريخيا كان مجالا للفكر و الثقافة و الدين بالاضافة الى الجانب اللغوي الحاضر بامتياز باعتبار اللغة كاداة توصل الانسان الى الادب مستدلا بالشعر الامازيغي او ازران باعتبارها مكون من المكونات الثقافة الامازيغية بشكل عام والريف بشكل خاص التي تحمل حمولة ومدلول فني واجتماعي ونفسي له امتداد تاريخي قديم لصيق بشكل يومي بالانسان الامازيغي، معتبرا ان الشاعرة الريفية هي التي حملت مشعل الشعر أو( إزران) بالريف على اعتبار أنها الاكثر اسهاما في إغناء الشعر الامازيغي من الرجل وهذا ما يمتاز به الشعر الامازيغي كما تحدث ايضا عن بعض الصور الشعرية والبيانية في الشعر الامازيغي التي عرضها على المشاركين في الملتقى من خلال مجموعة من الابيات الشعرية أو إزران. أما الأستاذة كريمة بوعلال فقد تطرقت في مداخلتها للخرافة والشعوذة والسحر في الثقافة الشعبية الأمازيغية باعتبارها  معتقدات وممارسات معقدة تهتم بها تهتم بها المجتمعات القبلية التي تتميز بالبساطة والحياة المبدائية...

وقد عرف حفل الافتتاح أيضا تنظيم فسحة فلكلورية ترحيبا بالضيوف من وحي تراث المنطقة لقيت استحسانا من قبل الحضور الذي غصت به جنبات القاعة بالاضافة الى زيارة المشاركين لأروقة المعارض التي نظمت على هامش المهرجان والتي كانت فرصة لكل من التعاونيات النشيطة بالمنطقة في عرض منتوجاتها و التعريف بها وايضا للفنانين الشابين محمد الطرهوشي لعرض لوحاته في فن الفسيفساء وعبد الحليم السمار لإبراز منحوتاته الخشبية.

استكمالا لبرنامج المهرجان الامازيغي الاول للفن والتراث بالحسيمة  تم تقديم مساء يوم الثلاثاء 05 مارس عرض مسرحي لفرقة اجيال النشيطة بالمنطقة تحت عنوان غفلة نوفل.

العرض المسرحي لفرقة اجيال لقي استحسانا من قبل الحضور الذي غصت به جنبات القاعة بتفاعله الايجابي مع اداء الفرقة على الخشبة خصوصا وان المسرحية تعالج ظاهرة الشغب بالمؤسسات التعليمية و العنف المدرسي في قالب كوميدي هزلي يتوقى من خلاله ايصال رسالة الى التلاميذ و الاساتذة على حد سواء لمحاربة هذه الظاهرة التي اصبحت متنامية في الاونة الاخيرة عبر ايجاد حلول تربوية لها. كما عرف ذات العرض المسرحي الذي حضره جل المشاركين في المهرجان وكذا بعض الفعاليات الجمعوية والسياسية بالمدينة عرض بعض فقرات من الالعاب السحرية التي قام باداءها الشاب رضى باتقان شدت معه انتباه الحضور لغرابتها احيانا و طرافتها في احايين اخرى. 

خلال اليوم الثالث عرفت أشغال المهرجان الامازيغي الاول حول الفن و التراث بالريف تنظيم ندوة فكرية تحت عنوان ماذا بعد ترسيم الامازيغية في الدستور الجديد و زيارة علمية استكشافية الى قلعة طوريس التاريخية . الندوة من تأطير الاستاذ الحسين الادرسي كانت ضمن فعاليات اليوم الثالث للمهرجان حاول فيها الاجابة عن سؤال اعتبره مركزي هو ماذا بعد ترسيم الامازيغية عبر تقديم تعريف شامل لها من خلال تعاريف الديمقراطية والمساواة وغيرها من المفاهيم الكفيلة بتبسيط مفهوم الامازيغية ، كما تحدث ايضا عن مكسب اقرار الامازيغية في الدستور الجديد كلغة رسمية غير ان هذا المكسب يقول الاستاذ حسين الادريسي يحتاج الى مجموعة من القوانين التنظيمية التي ستنزل بشكل صحيح هذا الاعتراف في عدة مجالات كالتعليم مثلا الذي يعيش على ايقاع مجموعة من المشاكل تعرقل عملية تدريس اللغة الامازيغية بشكل سلس في المؤسسات التعليمية كما اكد ايضا على ان الامازيغية لا تحتاج الى الاقرار الدستوري فقط ولا الى شعارات رنانة في الندوات بل تحتاج الى اناس مؤمنون بالامازيغية كقضية وطنية ، مستدلا بالتصريح الحكومي الاخير الذي اعترف ايضا بان الاقرار الدستوري باللغة الامازيغية كلغة رسمية تحتاج الى تشريعات قانونية و مقاربات تشاركية مع جميع الفعاليات المهتمة من اجل التنزيل الصحيح لهذا الاعتراف الدستوري وادراجها في جميع مجالات الحياة . 

اليوم الرابع كان لضيوف المهرجان زيارة علمية الى قلعة طوريس التاريخية المتواجدة بتراب جماعة بني بوفراح باقليم الحسيمة استمع خلالها المشاركون ضمن هذه الزيارة للاستاذ الباحث الذي تحدث عن الحقبة التاريخية لهذه القلعة العسكرية وأبراجها الخمسة، المشيدة من قبل البرتغاليين سنة 1499مـ إبان حكم “دون إمانويل”، على مرتفع استراتيجي (91 متر عن سطح البحر) يمكن من مراقبة البر والبحر معا، والتي وردت عند عبد الحق البادسي صاحب كتاب المقصد الشريف تحت اسم قلعة صنهاجة في حين تخللت هذه الزيارة حلقية نقاش استعرض فيها الزوار اهمية هذه المآثر التاريخية السائرة في طريق الاندثار وكيفية المساهمة في الحفاظ عليها كل من موقعه.

خلال يوم الجمعة 08 مارس صباحا شهد برنامج المهرجان مجموعة من الورشات التكوينية في كل من تدبير الأرشيف والمكتبات من تأطير السيد حسن هرنان، المدير الجهوي لوزارة الثقافة ـ جهة تازة الحسيمة تاونات، وورشات تكوينية في تدبيرالمتاحف والتراث تحت إشراف السيد محمد الشادلي، أستاذ باحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط ومحافظ متحف النجارين للفنون وحرف الخشب بفاس، وورشات تكوينية أخرى في الحفريات الأثرية أطرها السيد محمد العزوزي، المفتش الجهوي للمآثر التاريخية ـ جهة تازة الحسيمة تاونات ووجدة ـ الناظور.

في الفترة المسائية لنفس اليوم والمتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، تم عرض فيلم لمسرحية تعالج مختلف المظاهر السلبية والتقاليد التي تكرس التمييز بين الجنسين وحول الحقوق الإنسانية للنساء إضافة الى التعريف بمستجدات القوانين في مجال المساواة بين الجنسين ولا سيما مستجدات مدونة الأسرة. أسدل الستار مساء يوم السبت 09 مارس الجاري عن فعاليات النسخة الأولى من المهرجان الامازيغي للفن والتراث المنظم من طرف جمعية ريف القرن الواحد والعشرون تحت شعار "معا للنهوض بالثقافة الامازيغية فنا وتراثا" وذلك طيلة أسبوع بمدينة الحسيمة بأمسية فنية قام بتنشيط فقرات مجموعة من الفنانين.   

الأمسية ابتدأت على الساعة الثالثة مساء بوصلات غنائية لمجموعة من الفنانين أبرزهم محمد نوميديا الذي أتحف الجمهور الحاضر بفقرات غنائية عريقة سافر مع كلمتها الجمهور الحاضر إلى الزمن الجميل للأغنية الامازيغية كما شارك أيضا في تنشيط الأمسية مجموعة وهيب والفكاهي المتألق كمال مخلوفي بوزيان الذي تفاعل معه الحضور الذي غصت به جنبات القاعة بشكل كبير بالتصفيق تارة وبمطالبته بالمزيد من السكيتشات الفكاهية مرة أخرى.   

كما شهدت الأمسية ذاتها التي حضرها جل المشاركين في الملتقى وكذا بعض الفعاليات الجمعوية والسياسية بالمدينة، مشاركة الشاعر بلال وعلاس بمجموعة من قصائده الجميلة التي تحدث عن الأرض والهوية والمرأة وتوزيع مجموعة من الجوائز التقديرية على المشاركين في تنشيط جل فقرات هذا المهرجان.














































Aucun commentaire: