lundi 19 novembre 2018

المعهد الاسباني بالحسيمة يكرم الطبيب المشهور بالريف فيذريكو مولينا


انطلقت مساء يوم الخميس 15 نوفمبر الجاري بالمعهد الاسباني ( Melchor de Jovellanos )، بالحسيمة أشغال الدورة الرابعة لأيام التبادل الثقافي، بحضور مستشارة التربية الوطنية الاسبانية بالرباط، والقنصل الاسباني بالناظور، وممثلين عن المجلس البلدي، والسلطة المحلية، وقد خصصت هذه الدورة لتكريم الطبيب الاسباني المعروف بالريف خلال فترة الحماية وحتى السبعينيات من القرن الماضي باسم Federico molina.

وتميزت هذه الدورة بتخليدها لأحد الأطباء الذين مروا من منطقة الريف خلال فترة الحماية وحتى بعد الاستقلال، والذي ترك انطباعا انسانيا رائعا، حيث اعترفت له جميع الشهادات التي قيلت في حقه بالمجهودات التي بذلها لخدمة الانسانية، وحسب ما ذكره ابنه الدكتور فيذيريكو خيمينيث، الذي قال في كلمة مقتضبة ومؤثرة في حق والده عنوانها ب " قصة حياة "، أورد خلالها أن والده الذي كان يمضي كل وقته في خدمة الوافدين من المرضى القادمين من إقليم الحسيمة، وباقي المنطقة، لم يكن يبالي لا ببشرتهم ولا مستواهم الاجتماعي، ولا ديانتهم وجنسيتهم، فكل همه كان هو تقديم خدمات إنسانية للجميع، انسجاما مع قسم "ابو قراط"، مشيرا إلى مدى التعايش الانساني الذي كان يسود مدينة الحسيمة ( فيا سرخرخو )، وقتها، حيث كانت كل الأبواب مفتوحة بين الأهالي، الذين كانوا يتبادلون الخير والانسانية والحب فيما بينهم.
وتجدر الاشارة إلى أن الدكتور فيديريكو مولينا مارتن Federico Molina Martin كان قد قدم إلى الحسيمة سنة 1951 لممارسة الطب بعد تخرجه من جامعة غرناطة، وحدث أن تزوج من امرأة بالصدفة في أحد أيام سنة 1953 ، عندما تعرف عليها بالصدفة، عندما أجرى لها عملية جراحية لاستئصال " الدودة الزائدة"، والتي لا تزال على قيد الحياة وتدعى، ماري كارمن خيمينيثMari Carmen Gimenez وعمرها الآن 88 سنة ، حيث تعيش مع ابنها في مورسيا، وخلفا معا ثلاث بنات و ابن واحد .
وكان الدكتور فيديريكو ولا زال مشهورا و محبوبا من طرف كل من يعرفه نظرا لدوره ليس الطبي فقط بل الانساني أيضا، وذلك حسب شهادات " أخوات الخير والاحسان " اللواتي عرفنه عن قرب، وقدمن شهادة في حقه كلها ذكريات انسانية في تفانيه في العمل لخدمة ضميره، مؤكدات أنه كان يشتغل نهارا بالمستشفى المدني أو العسكري أو في عيادة الصليب الأحمر؛ و في المساء كان يستقبل المرضى في عيادة منزله ولا يتقاضى منهم أي أجر .
عاد إلى اسبانيا سنة 1972 ملتحقا بمدريد أولا ثم استقر بمورسيا حيث توفي سنة 1985، بعدما ترك صدى طيبا لدى الاسبان والمغاربة. كما حضي باستقبال المغفور له محمد الخامس سنة 1961 أثناء زيارته للحسيمة.
وعرفت حلقات هذه الدورة التي دأب على تنظيمها المعهد الاسباني بالحسيمة والتي استمرت ليومي 15 و 16 نوفمبر الجاري، افتتاح معرض الصور وببلوغرافيا حول الدكتور مولينا والصحة خلال فترة الحماية بالحسيمة، وكذا ورشة حول الصحة خلال فترة الحماية الاسبانية بالمغرب والطب التقليدي بالريف.
وكانت الدورة الثالثة المنظمة من طرف المعهد الاسباني بالحسيمة، قد خصصت لعالم نباتات اسباني يدعى " بيوس فونت اكير" الذي قام بدراسة علمية لنباتات منطقة الريف وباقي مناطق الحماية الاسبانية، خلال الفترة الممتدة بين 1926 – 1932، وكان صيدلي وكميائي جمع أكثر من 40 ألف عينة نباتية .

ألتبريس.

Aucun commentaire: